انا ونضارتى



كالعاده واقف فى بلكونتى وحبى فى بصى على الناس واللى رايح واللى جاى
ومره من المرات لقيت نضاره من اللى بتقرب مترددتش لحظه واخدتها وكان لازم اجربها من بلكونتى
شايف كل حاجه قريبه واحيانا بالتفاصيل وغاب عنى ان ده تجسس من كتر متعتها
كل يوم اتفرج على الناس وكمان الناس اللى جوه بيوتها واشوف بيعملوا ايه حتى بشوفهم بياكلوا ايه
واكيد كنت بحب اتفرج على البنات وبالذات لما شلة بنات يجتمعوا مع بعض واللى ترقص واللى تهزر هزار يبسطنى انا شخصيا
بس وسط كل ده كان بيلفت نظرى دايما الاستاذ عبد الحميد
كل يوم اشوفه راجع بيته مضايق ومكشر ويفضل يزعق ويكسر فى الحجات الموجوده فى البيت
انساه يوم وارجع افتكره تانى وابص عليه الاقيه برضه فى نفس القصه
فضولى خلانى مش عارف انام ونضارتى مش بترجم كل اللى انا عايزه
وده اللى دفعنى اروح لحد بيته واسال ايه حكاية الاستاذ عبد الحميد ده
الاستاذ عبد الحميد مدرس اول فى اللغه العربيه والكل يشهدله على الاحترام
قضى حياته فى خدمة التربيه والتعليم وعاش مستور وسط ناسه وجيرانه
فقير وده مش عيب بالعكس ده رفض فكرة الدروس الخصوصيه طيب فيه احترام اكتر من كده
حسيت انى حبيت الراجل ده اوى من حب الناس ليه وده خلانى اعرف طيب ليه هو دايما مضايق ومتنرفز
سالت نفس الراجل وجاوبنى ووشه فى الارض وكانه بيحكى على نفسه
الاستاذ عبد الحميد راجل ربى ولاده احلى تربيه وعلمهم احلى تعليم يعنى كان بيته كل اهتمامه
لكن مراته فجاه طلبت الطلاق وعايزه تبعد خالص عنه ولما سالها رفضت
وفضل الاستاذ عبد الحميد وراها لحد معرف انها على علاقه بحد تانى يعنى بتخونه من الاخر
قولت فى بالى يا نهار ابيض يعنى بعد كل الاحترام ده كله يحصل للراجل ده كده
كمل الراجل وقالى وكمان ابنه عايز يدخل مصحه عشان طلع مدمن كيميا
كمان
مش معقول
ابتديت اقول لنفسى ازاى يحصل للراجل الكويس كل ده كانى اعرفه بجد ومن زمان
وبقيت اعد ابص عليه بنضارتى ليل نهار اشوفه بيعمل ايه او اروح اعرف الاخبار من الراجل ده
لحد مجيت فى يومين ورا بعض مش عارف اشوف الاستاذ عبد الحميد خالص بالنضاره
كل شويه اروح ابص عليه مشفهوش
اشوف ابنه ومراته لكن هو فين
روحت سالت عليه واتصدمت لما عرفت انه مات
مات فجاه وهو راجع من شغله
فضلت ساكت افكر هل مات من حسرته على اللى بيحصله ده ولا ايه
لحد مبكيت عليه وانا اعد ادام نضارتى افتكر نفسى وانا ببص عليه
ومشيت الدنيا كالعاده مش بتقف طبعا ومراته اتجوزت الحد التانى ده وابنه متعالجش وكله نسى الاستاذ عبد الحميد
حتى الراجل اللى كان بيحكيلى عليه جيت اقوله الاستاذ عبد الحميد قالى ياااااااااااه انت لسه فاكره
لكن شاء القدر لحد مقابلت ابن الاساذ عبد الحميد المدمن وكانت اعده كلها ادمان
ابتدى يحكى عن ابوه وعن حبه له وانا مبسوط بكلامه لانى بحبه انا كمان
لكن ابتدى الكلام يتغير من اهتمامه لينا لاهماله والامبالاه
الاستاذ عبد الحميد اهتماماته اتغيرت اصبحت كلها المشى مع نفسه
يعنى يخرج يفضل يمشى مع نفسه لحد ميتعب ويرجع ينام
رياضه باه او اسف يعنى هبل المهم ده اهتمامه
ولو حد ساله يقول بحب اشوف مناظر جديده
كل يوم بشوف ناس جديده وناس قديمه حفظتها وحفظت بيعملوا ايه
ياااااااااه يعنى ده السبب اللى خلاه يبعد عن بيته ويخلى مراته تخونه وابنه ينحرف
رجعت البيت وكل تفكيرى فى الاستاذ عبد الحميد
وروحت على نضارتى بس المره دى انا باصص عليها بس وبفكر فى نفس الشخص
وفجاه ادركت حاجه غريبه اوى
انا زى الاستاذ عبد الحميد
ايوه زيه
هو بيحب يشوف الناس لدرجة انه حفظهم وحفظ بيعملوا ايه وده اللى بيحصل معايا انا ونضارتى بالظبط
بس هو بيمشى فى وسط الناس لكن انا من بلكونتى
وهو محدش بيلاحظه انه ماشى بيتفرج على الناس ويحفظهم وانا برضه محدش بيلاحظنى
وهو برضه بعد عن الناس بسبب فضوله وحبه فى معرفة الناس عن بعد
وانا برضه للاسف بعدت عن الناس
كله بسبب النضاره اللى قدام عينى دى
بس الاستاذ عبد الحميد اللى عمره مدا دروس ادانى درس المره دى وهو ميت
ادانى درس انى افوق واشوف انا بعمل ايه
افوق ومبعدش عن الناس ومكونش بس متفرج
مش قصة تجسس هى قصة هروب وبعد عن الواقع
رميت نضارتى من بلكونتى اللى قفلتها وقررت انى مفتحهاش تانى ابدا
ونزلت لاصحابى واهلى وحبايبى عشان مكونش انا بديل للاستاذ عبد الحميد

2 Response to "انا ونضارتى"

  1. مهموهة أحمد says:
    12 أبريل 2010 في 7:38 ص

    مجرد انسان ...........
    مدونة جميلة اوي و الله و فعلا تستاهل المتابعة و اكيد انا ضيفتها عندي في المدونات المهمة لانها تستحق بجد

    اما عن البوست ده ؟؟
    فعلا كان لازم من اول يوم طاوعك عقلك و قلبك انك تمسك النظارة و تتجسس فيها على الناس كنت افتكرت ربنا ان ده حرام فعلا
    لكن اهو ربنا اداك درس من خلال الاستاذ عبد الحميد علشان تلحق نفسك و ما يحصلكش اي مشكلة مع الناس

    ربنا يوفقك يا رب

    تقبل مروري الاول و ان شاء الله مش الاخير

    خالص تحياتي و تقديري

  2. مجرد انسان says:
    12 أبريل 2010 في 10:07 م

    بجد اشكرك على تعليقك وكلامك والله شجعنى وادانى امل
    بس عايز ابينلك حاجه بسيطه
    القصه دى مش عليا خالص
    دى من وحيل خيالى مش اكتر
    بس الحمد لله انها عجبتك بجد

إرسال تعليق